إحسان.. مساحة من السعادة

سارا قراعين
نيسان 2017

تجمعت الجماهير في القاعة الكبيرة، اتخذ الحكام مقاعدهم، انتهى خبراء التجميل وتصفيف الشعر من عملهم للتو، انطفأت الأنوار إلا عن خشبة المسرح، وبأُغنية “عيون القلب” سلبت “إحسان” قلوب المستمعين.

الشابة إحسان سعادة، ثلاثة وعشرون عاماً، ابنة قرية الجيب الواقعة شمال غرب القدس. عائلتها الموسيقية وضعت حجر الأساس الأول في طريقها نحو عالم الغناء والموسيقى، فوالداها يمتلكان حساً فنياً عالياً، ويميلان لسماع الأغاني الطربية معظم الأوقات.

حين كانت في الرابعة فقط من عمرها، لاحظا تأديتها الأغاني بطريقة صحيحة، وشجعاها على تنمية موهبتها إلى جانب تعلم العزف على آلة البيانو منذ الصغر. كما لاحظت معلمتها في المدرسة موهبتها وسمحت لها بالغناء في الحفلات المدرسية، ثم بدأت بالانخراط في المجتمع الأوسع والانضمام لفرق دبكة واغاني شعبية، حتى وصلت مرحلة الثانوية العامة ودرست الموسيقى.

“لطالما أحببت مجال الإعلام، لكن شغفي في الموسيقى كان أكبر، ففضلت دراسة ما أُحب وما يُعبر عني وعن شخصيتي في البداية”. فدرست إحسان في كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في بيت لحم، والتي تجمع الفنون الأدائية والمرئية. وعن دراستها فيها، قالت: “كانت الإدارة مهتمة بشكل كبير في طلاب الموسيقى، وبذلك سمحت لي الدراسة هناك بأن أُعبّر عن ذاتي أكثر في الحفلات الجامعية”.

وتابعت: “تعتبر دراسة الإعلام مكملاً للموسيقى، فهما مجالين يندمجان معاً بطريقة ما، وهو ما أردت فعله”. لكن خلال دراسة الإعلام كان الموضوع مختلفاً بالنسبة لها، فمع أن حياة الموسيقى أثرت سلباً في لحظة من اللحظات على دراستها ومحاضراتها ووظائفها الجامعية، إلا أنها لم تتخلّ عن أي مساحة ولو بسيطة للغناء كلما جلست في حلقات مع الأصدقاء.

28576236_2072960426281137_4151165962998839511_n.jpg

أما عن حياتها المهنية، فتصفها سعادة بقولها: “وظيفتي جزء من شغفي”. هي عضو في الفرقة القومية الفلسطينية التي تعتبر أكبر فرقة موسيقية في الوطن.

تتجلى الصعوبات التي تواجهها سعادة في طريقها الفنية في أن “العمل الموسيقى الحقيقي في البلد غير موجود، وفي حال وجوده يكون حكراً على جماعة معينة من الناس، تنتج أعمالاً لنفسها وأصدقائها وأقربائها”، على حد قولها. إضافة إلى كونها محجبة، وهو ما يشكل عائقاً بشكل معين بسبب ثقافة المجتمع الفلسطيني.

وتصف الشابة سعادة مشاركتها في برنامج “سمعنا صوتك” بأنه “قَدَر”، موضحة أنها كانت تبحث عن مسابقات غنائية محلية قبل انطلاقه بفترة معينة، ولم يكن الهدف منها المشاركة فقط، وانما أرادت إظهار موهبتها. تقول: “شاركت فيها لبناء قاعدة جماهيرية على المستوى المحلي، فإذا أردت لاحقاً المشاركة في مسابقات على مستوى أوسع، عربياً مثلاً، سيكون لدي هنا جمهوري المحلي على الأقل”. وتضيف: “سعيدة جداً لوجود مسابقات كهذه تدعم الموهبة الغنائية الفلسطينية، يعجبني وجود البيئة التي تشجع الموهوب الفلسطيني على الغناء”.

تجاوزت إحسان مرحلتين، وهي الآن في مرحلة العروض المباشرة، حيث تختار إدارة البرنامج الأغاني للمشتركين، وستكون التصفيات للمرحلة النهائية يوم الأربعاء 5 نيسان.

وكانت مشاركة إحسان في برنامج “غنيها” هي الأولى لها في مسابقات رسمية، تلتها المشاركة في مسابقة ادوارد سعيد للشباب وحصلت فيها على المركز الأول على مستوى الوطن عن الفئة الغنائية.

كما شاركت سعادة في مهرجانات على المستوى المحلي، مثل مهرجان بيرزيت، ومهرجان جفنا، ومهرجان الميلاد في بيت لحم. إضافة إلى مشاركتها في مهرجانات خارج الوطن على مستوى عالمي، مثل مهرجان ثلوج في فرنسا.

تطمح إحسان إلى أن يصبح لها لونها الموسيقي المميز في الكلمة واللحن، كما تقول، وأن تستمر في التقدم دون الحاجة إلى تقديم تنازلات، بهدف الوصول إلى مرحلة تكون فيها معروفة كفنانة فلسطينية تقدم اللون المميز الخاص بها ويحبها الناس لأجله فقط.

أضف تعليق